الثلاثاء، 20 يناير 2009

الزجاج المتكسر




أخيراً...

أسندت رأسي المترنح

رفعت عيني ....

فها هي الفرصة تسنح

كي أنظر للسماء العالية

ها هو الشجر يلامس عنانها

و ها هو النسيم يداعب عليائها

تتمايل.....

ترفص رفصة باكية

أسراب الطيور ....

تحلق في تؤدةٍ

قلمُ يرسم بصفحاتها

تذهب ....

و تعود....

كأرجوحةٍ خالية

لوحاتٍ متحركة

علي أقمشة السحب الخاوية

...أستنشق الهواء ....

أطلقه زفيراً

وآهٍ تالية

يلامس النسيم

ملامحي الخاشية

يمحو ما بها من آثار

و ما أمر به كل نهار

أحرر قيود يداي

رقبتي ... و قدماي

أرفع الحمول عني

أسكن جاثية

أضع جانباً السلاسل

أنزع القناع كذلك

أستمع لموسيقي نفسي

تنساب في سكينتي

ألملم ما تناثر مني

في أجواء حياتي

قطع صغيرة زجاجية

حادةُ .... شديدة الشفافية

تكسرت عند إرتطامي

بالصخرة القاسية

لامعة....

علي الأرض ساكنة

قطعة تعكس صفاء السماء

و أخري ...

تعكس شمسُ ...

بحر هادئ

و لحظة غروبٍ حانية

قطعة بها ملامحي

وأخري صفحة ماءٍ صافية

صورةُ مع الأصدقاء

إبتسامةٌ راضية

كلمات ....و حروف

و هذه بها أسراري

و أحاديثي الخافية

و تلك بها وجه أمي

و خطوط وجهها

أسفاري ....

ذهابي ....

عودتي.....

و أوتاري الشادية

أجمعها ...

فتجرح أناملي

أيا طيور السماء

أعينيني....

تبدين لي حانية

دعينا نلملم

شرائح الزجاج

ننسقها .....

نلصقها .....

نمحي الشقوق الواهية

لا.. لا تهمسي

لا تقولي ....

أن ما تكسر.....

لا يلتحم ثانية

لا تحلقي بعيداً...

يا طيوري ...

مني ... لا تيأسي

ليست هناك تعليقات: