الثلاثاء، 20 يناير 2009

عودة

عدت إليك يا أمي ..متعبةً من الطريق..عدت حاملةً حصاد أوجاعك، مقترفةً كل آثامك،

مشتاقةً لعناق موروث ذنوبي فيك. دعي الحقائب مغلقة ...و دعيني أرتدي ثوبك القديم كي

خفي جراحي الصارخة و أداويها بنسيج داوى جراح جدتي في جسدك. سأكيل من بيدر

الأحزان كي أطحن حبوب الألم تحت قدميك و أنت تعيدين علي قصة الدهر. أخلط الطحين

بمياه عبراتنا لتضيف له ملح العمر مذاقاً و أغرز كفاي و أناملي فيه أغمزه عل العجين،

أمي، لي يلين. سأشعل الموقد أمي لحين يختمر. نعم.. ستكفيه نيراني و حطبٌ من جذوع

أشجاري إيقادًا فلقد خمدت شعلتك...ألا تذكرين؟ ها هي ألسنة لهيبي تعلو فلنقرص العجين

و نرصه في صاج أم جدتي أوليس هكذا صنعت الخبز للجائعين. ملتفين حول طاولة

الحياة، تلهث ألسنتهم شهوةً للوك خبز عمري، أمي. أطعمتهم و مازالوا يشيرون إلي

ثوبي...ثوبك القديم أمي ..أتنظرين؟؟ تملأه لطخات العجين...أنظري يا أمي...يشيرون إلي

...كفاكم! إنه ثوب أمي!...أمي أمي ...لماذا تطرقين؟

ليست هناك تعليقات: