عدت إليك يا أمي ..متعبةً من الطريق..عدت حاملةً حصاد أوجاعك، مقترفةً كل آثامك،
مشتاقةً لعناق موروث ذنوبي فيك. دعي الحقائب مغلقة ...و دعيني أرتدي ثوبك القديم كي
خفي جراحي الصارخة و أداويها بنسيج داوى جراح جدتي في جسدك. سأكيل من بيدر
الأحزان كي أطحن حبوب الألم تحت قدميك و أنت تعيدين علي قصة الدهر. أخلط الطحين
بمياه عبراتنا لتضيف له ملح العمر مذاقاً و أغرز كفاي و أناملي فيه أغمزه عل العجين،
أمي، لي يلين. سأشعل الموقد أمي لحين يختمر. نعم.. ستكفيه نيراني و حطبٌ من جذوع
أشجاري إيقادًا فلقد خمدت شعلتك...ألا تذكرين؟ ها هي ألسنة لهيبي تعلو فلنقرص العجين
و نرصه في صاج أم جدتي أوليس هكذا صنعت الخبز للجائعين. ملتفين حول طاولة
الحياة، تلهث ألسنتهم شهوةً للوك خبز عمري، أمي. أطعمتهم و مازالوا يشيرون إلي
ثوبي...ثوبك القديم أمي ..أتنظرين؟؟ تملأه لطخات العجين...أنظري يا أمي...يشيرون إلي
...كفاكم! إنه ثوب أمي!...أمي أمي ...لماذا تطرقين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق