الجمعة، 5 ديسمبر 2008

رمادي



أغرتني كلمات صديقة قديمة و جديدة في نفس الوقت، بالكتابة في وقت الضيق و الحزن، فالفرح و الألم يتشاجران مع فراشتها الملونة، كم أود لو لم تتنازل عن تلك الفراشة...أبدا و لا تفقد ألوانها العذبة التي تلون بها الأيام....فلقد فقدت ألواني منذ زمن... لا أدري ان كان بالأمس أم في حياة أخري ماضية، أشفق عليها من الأبيض و الأسود، و امتزاجهما اللزج؛ هذا المزيج هو لون الحياة الحقيقي المفزع بهدوء راكد ، المتنقل بكثرة تنقل ناعم الدرجات... هذا المزيج اللوني المنتشر في كل مكان ... كل مساحة ممكنة من الفراغ لقد ملأ كل شيىء و امتزج و تدرج و ترعرع، حتى بت أتنفسه مع الهواء... فامتزج بدمائي و صرت كائنة رمادية لا لون لها.. أحيا في الكوكب الرمادي ...وسط كائنات رماديات........ و بين الحين و الأخر أرتدي الملابس الملونة...أخبئ رماديتي المشعة، فلازالت الحياة مليئة بالكائنات الملونة....فلأرتدي من أجلهم الثياب الزاهية و أتخيل أنها ألواني القديمة و أنني لم افقدها بعد، و لم أعد رمادية مثل كل الكوكب...بل أنا كل الألوان حقاً... لفترة قصيرة.....

حتى أعود....فأخلع الثياب الزاهية و أصير رمادية من جديد.

و بات حلمي أن أجد أزرق ذلك البحر الثائر، و أحمر تلك الزهرة الرقيقة، أخضر تلك الحقول الشاسعة

و الأشجار علي ضفاف النيل...و ألوان لوحاتي القديمة....

و برغم رماديتي الشديدة...الآن.... فأنا علي يقين أنني سأجدها يوماً ما ....داخل نفسي، في مكان ما ... بأعماقي

مرتديةً زياً .........

رمادي !!!!


12.مارس.2008