السبت، 8 نوفمبر 2008

تمرد شجرة



بأنفاس لاهثة تنشدين الهاوية..تحفرين قبر الحياة بمعول السراب..تسقطين أوراقك الوارفة..تقتلعينها من الجذور ..انتظري، مازال هناك عشش للصبر فوق الفروع تعود لها الأطيار في المغيب، و عند الشروق يملؤك شدوها ..أسبابك....أعلمها.... أليست هي أسبابنا جميعا؟ً..ألسنا كلنا جرحي العروق ننزف الحياة نزفاً..و لكنك شجرة الحياة، فكيف تقدمي على قطعه، كيف تعاودين الكرة من جديد...ألا تذكرين ذاك الخريف حينما اهتزت أوصال الجذور بوحشية الفرح..فكادت الأرض تميد و السماء تسقط فوق الرؤوس ..الفرح ليس لكي.. بل ...من يتظللون بك و يقطفون الثمر كل حين..يأكلون كدح السنون في لحظات الشبع المهين..قدرك أن تمدي الأغصان للسماء لا أن تصل إليها..أن تنتظري حبات المطر فتورقين ولا ترتوي...أن تمتد جذورك في الأرض فلا تتحركي ..أن يأتيك البستاني فيشذب نموك علك لا تشيخين ...إنك شجرة الحياة... فأغلقي أهدابك علي الحلم البعيد..لأنه بعيد... فلن تحلقي في السماء لتبلغيه ولن تمزقي الجذور، بل ستخضعين للبستاني خضوع الذليل و تضحين بأرواح أفرعك الباسقة...و لا تميلين.

تتخلل رياح المساء الورق الذابل و تداعب جدائلك....يتمايل كيانك على أنغام أنشودة الليل، تتلامس أوراقك ....تغني ..ها هو حلم التغيير..يرحل مودعاً تمردك الموسمي ...ها أنت تعودين بورقة جديدة تنتظر قطرات الندى.


ليست هناك تعليقات: